بمعزل عن التناقض الإسرائيلي والمواقف المتقلّبة بين الاستعداد للتصعيد والحديث عن تقدّم في مسار التسوية وتبادل مسودات لهذه التسوية بين إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة الاميركية، فإنّ لبنان بكلّ مستوياته الرسمية والسياسية يقارب المشهد الإسرائيلي بحذر بالغ، وخصوصاً أنّ الظاهر بالنسبة إليه، كما يقول مرجع سياسي لـ«الجمهورية» هو المنحى العدواني المتواصل في القتل وارتكاب المجازر وتدمير البنى المدنية، فيما ما يُحكى عن اتصالات وحراكات وعن مسودات للتسوية وإيجابيات، ما هو الّا حديث وإيجابيات من طرف واحد، أي من قِبل إسرائيل، وخصوصاً انّ لا شيء في اليد على الإطلاق، ولم يطرأ أيّ تطور او معطى جديد منذ الزيارة الاخيرة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت أواخر الشهر الماضي».
وأكّد المرجع عينه «أننا ما زلنا عند النقطة التي تمّ التوافق عليها خلال زيارة هوكشتاين لجهة وقف اطلاق النار والتطبيق الكلي والشامل لكل مندرجات القرار 1701 من دون زيادة او نقصان، وبالتالي فإن ترويج إسرائيل لتقدّم في المباحثات مع الاميركيين في مسار التسوية، لا علم لنا به، بل لا يعنينا من قريب او بعيد، ولم نتبلّغ من أي طرف، وخصوصاً من قبل الأميركيين بأي توضيح لماهية هذا التقدّم، أكان في ما يتعلق بما تمّ الاتفاق عليه مع هوكشتاين، ونحن نشكّ بذلك، أو في ما يتعلق بما تروّج له اسرائيل لتسوية بشروطها وحل لمصلحتها.. وكلاهما مرفوضان بشكل قطعي من قبل لبنان. وبمعنى أدق، إسرائيل تريد تسوية إسرائيلية وحلاً إسرائيلياً، ولبنان لن يسقط في الفخ الإسرائيلي، ولا يمكن له أن يقبل بشكل من الأشكال بمثل هذا الحل».